.

The Encyclopedia of Do you know the right search engine, you can search for certain information!Choose today if you want a piece of information to search for!
معلومات عن فيروس كورنا
عناوين الاماكن
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عن الاديان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عن الاديان. إظهار كافة الرسائل

هل نبوة 'العبد المتألم' الواردة في إشعياء 53 هي نبوة عن المسيح؟


ربما تكون أعظم النبوات الخاصة بمجيء المسيا في العهد القديم هي الموجودة في الإصحاح الثالث والخمسون من سفر النبي إشعياء. فسر حاخامات ومعلمي اليهود هذا الجزء من كتب الأنبياء المعروف بـ "العبد المتألم" على أنه إشارة إلى الفادي الذي سيأتي في يوم ما إلى صهيون. فيما يلي أمثلة لما كان اليهود يؤمنون به بخصوص هوية "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53:

يقول التلمود البابلي: "المسيا، ما إسمه؟ يقول الحاخامات أنه المعلم الأبرص، "بالتأكيد حمل أوجاعنا وآلامنا، لكننا حسبناه كأبرص مرفوض من الله ومذلول..." (سنهدريم 98ب).

يقول مدراس راعوث راباح: "تفسير آخر (لسفر راعوث 2: 14): إنه يتكلم عن المسيا الملك: "تَقَدَّمِ إِلَى هَهُنَا"، أي إقترب إلى العرش؛ و"َكُلِ مِنَ الْخُبْزِ" أي خبز المملكة؛ و "َاغْمِسِ لُقْمَتَك فِي الْخَلِّ" هذه إشارة إلى تأديبه كما يقال، "لكنه جرح من أجل معاصينا، ضرب من أجل خطايانا."

أما ترجم يوناثان يقول: "أنظر ها المسيا عبدي سوف يزدهر؛ سوف يرتفع ويزداد ويكون شديد القوة."

يقول الزهار: "لقد جرح من أجل معاصينا...الخ." يوجد في جنة عدن قصر يسمى قصر أبناء المرض؛ هذا القصر سيدخله المسيا وبنادي على كل مرض، وكل تأديب وقع على شعب إسرائيل؛ سوف تأتي كلها وتستقر عليه. ولو لم يكن قد رفعها عن كاهل إسرائيل هكذا وأخذها على عاتقه لم يكن هناك شخص يستطيع أن يحتمل التأديب الواقع على شعب إسرائيل من أجل تعديهم الناموس: وهذا هو المكتوب، "بالتأكيد قد حمل أمراضنا."

يقول الحاخام العظيم موسى ميموندس: "كيف سيأتي المسيا... سوف يقوم شخص لم يعرفه أحد من قبل، وسوف تكون الآيات والمعجزات التي سيصنعها دليل على أصله الحقيقي؛ لأن القدير، في إعلانه عما في ذهنه بهذا الخصوص، يقول: "هُوَذَا الرَّجُلُ [الْغُصْنُ] اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ" (زكريا 6: 12). يتكلم إشعياء أيضاً عن وقت ظهوره، دون أب أو أم أو عائلة معروفة، ... نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ...الخ. وفي وصفه لكيفية إستماع الملوك إليه قال إشعياء النبي: "مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ."

للأسف فإن قادة اليهود الدينيين في العصر الحديث يؤمنون أن "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53 قد يشير إلى شعب إسرائيل، أو إلى إشعياء نفسه، أو حتى إلى موسى أو أي من أنبياء اليهود الآخرين. ولكن إشعياء واضح – إنه يتكلم عن المسيا كما إعتقد قدماء معلمي اليهود.

إن الآية الثانية من إشعياء 53 تؤكد هذا الوضوح. فالصورة أمامنا أنه "نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ." فهذه النبتة إشارة دون أدنى شك للمسيا، بل في الواقع إنها إشارة معروفة للمسيا في سفر إشعياء وأسفار أخرى. كانت أسرة داود ستقع تحت الدينونة مثل شجرة مقطوعة ولكن شعب إسرائيل له الوعد بأنه سينبت فرخ جديد من ذات الأصل. وكان المسيا الملك هو ذلك الفرخ.

بلا شك إن "العبد المتألم" المذكور في إشعياء 53 يشير إلى المسيا. فهو الوحيد العالي الممجد الذي يسد الملوك أفواههم أمامه. المسيا هو الفرخ الذي نبت من سلالة داود الساقطة. وأصبح هو ملك الملوك. وقدم الذبيحة الكفارية الكاملة.

يحب علينا أن ندرك أن إشعياء 53 هو إشارة لمجيء الملك الآتي من نسل داود، أي المسيا. المسيا الملك الذي قالت النبوات أنه سيتألم ويموت ليدفع ثمن خطايانا ثم يقوم ثانية. سوف يكون كاهناُ لأمم العالم ويقدم دم الفداء ليطهر الذين يؤمنون به. يوجد شخص واحد فقط تنطبق عليه هذه النبوات – وهو يسوع المسيح!

الذين يعترفون به هم أولاده، ونسله الموعود، وغنيمة إنتصاره. وفقاً لشهادة الرسل اليهود، فإن المسيح مات من أجل خطايانا وهو الآن رئيس كهنتنا الأعظم الذي يطهرنا من خطايانا (عبرانيين 2: 17؛ 8: 1). يسوع، المسيا اليهودي، هو من تنبأ عنه إشعياء.

قال الحاخام موشيه كوهين بن كريسبين في وصفه لمن يفسرون إشعياء 53 على أنه يشير إلى إسرائيل بأنهم "تركوا تعاليم أباءنا ومالوا وراء "عناد قلوبهم" وآراءهم الخاصة، ويسرني أن أفسره في إتساق مع تعليم معلمينا على أنه يشير إلى المسيا الملك. قدم إشعياء هذه النبوة بأمر إلهي بهدف تعريفنا بطبيعة المسيا المنتظر، الذي سيأتي ويخلص إسرائيل، وحياته منذ مجيئه وحتى صعوده حتى يمكننا، إذا ما جاء شخص يدعي أنه المسيا، أن ننظر لنرى إذا كان يمكننا أن نجد فيه أي من هذه الصفات المذكورة هنا؛ إذا وجد أي شبه يمكننا إذاً أن نؤمن أنه هو المسيا برنا؛ ولكن إذا لم نجد فيه هذه الصورة فلا يمكننا أن نؤمن به."


هل يذكر الكتاب المقدس عبادة الناس للمسيح؟


العبادة تعني "تقديم التبجيل لكائن إلهي". فإذا كان قد تم تقديم العبادة للمسيح وقبلها، فإنه بهذا يؤكد ألوهيته. وهذا أمر هام لأنه يوجد من ينكرون ألوهية المسيح، ويعتبرونه في مكانة أقل من الله. نعم، لقد قبل المسيح عبادة الناس له. وبإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس فلطالما تم تقديم العبادة له، ومازال الناس يعبدونه.

نرى أمثلة لعبادة المسيح منذ بداية حياته. فبمجرد أن وقعت أعين المجوس على الطفل يسوع "خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ" (متى 2: 11). ويسجل الكتاب المقدس رد الفعل الذي تلقاه المسيح عند دخوله الإنتصاري إلى أورشليم: "فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!" (يوحنا 12: 13، وأيضاً متى 21: 9). إن كلمة "أوصنا" هي تضرع من أجل الخلاص وأيضاً تعبير عن التبجيل. وهذه الكلمة التي إستخدمها الجموع هي بالتأكيد شكل من أشكال العبادة.

بعد أن أدهش المسيح تلاميذه عندما سار على الماء فإن "الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!" (متى 14: 33). كما أن مثالين لا يمكن نسيانهما لقبول للمسيح عبادة الناس له كانا بعد قيامته مباشرة. كانت إثنتان من النساء (متى 21: 1؛ مرقس 16: 1؛ لوقا 24: 10) في طريقهن لإخبار التلاميذ عن القيامة عندما إلتقاهن المسيح في الطريق. وعندما أدركتا من هو "فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ" (متى 28: 9).

ثم لدينا توما الذي لم يصدق أن المسيح قد قام من الأموات بالرغم من شهادة التلاميذ الآخرين على تلك الحقيقة. كان قد مضى أسبوع تقريباً منذ القيامة، وكان توما لا زال متشككاً. ولكن المسيح، وهو يعلم تشكك توما، ظهر له وأظهر له علامات المسامير في يديه وقدميه والجرح في جنبه. فماذا كان رد فعل توما؟ "أَجَابَ تُومَا: رَبِّي وَإِلَهِي." (يوحنا 20: 28). ولا نجد في أي من هذه الأمثلة أن المسيح يطلب من الذين يعبدونه ألا يفعلوا ذلك، كما فعل الرجال بل وحتى الملائكة الذين سجد لهم آخرين خطأ (أعمال الرسل 10: 25-26؛ رؤيا 19: 9-11).

ونستمر اليوم في تقديم العبادة والسجود للمسيح بأن نقدم له أنفسنا ذبيحة حية – مقدمين أنفسنا لله من خلال الإيمان بيسوع المسيح ليتمم مشيئته في حياتنا (رومية 12: 1-2). قال الرب يسوع: "اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا." (يوحنا 4: 24). نحن نعبد الله بالروح والحق عن طريق طاعة وصاياه. فالعبادة ليست مجرد السجود للمسيح، أو إلقاء أغصان النخيل عند قدميه أو الترنيم والهتاف لإعلان محبتنا له. العبادة هي معرفة الله والشركة معه وخدمته والثقة فيه.


هل يسوع أسطورة؟ هل يسوع مجرد نسخة من الآلهة الوثنية لدى الديانات الأخرى؟


توجد عدة أصوات تدَّعي أن قصة يسوع المسجلة في العهد الجديد ما هي إلا أساطير إستعارها الكُتَّاب من القصص الوثنية، مثل قصص أوزيريس، وديونيسيس، وأدونيس، وآتيس، وميثراس. الإدعاء يقول أن هذه الشخصيات الأسطورية تقدم نفس القصة التي ينسبها العهد الجديد ليسوع المسيح الذي من الناصرة. كما يدّعي الكاتب دان براون في كتابه "شفرة دافنشي" أنه لا يوجد شيء أصيل في المسيحية.

ولكن ما أن تفند الحقائق فإن الرابطة المزعومة بين العهد الجديد والأساطير سرعان ما يظهر زيفها. لكي نكتشف الحقيقة بشأن هذه الإدعاءات وما يشابهها من المهم أن (1) نكشف ما وراء هذه الإدعاءات، (2) نفحص الصور التاريخية التي تقارن الآلهة الكاذبة بالمسيح، (3) نكشف الأخطاء المنطقية التي وقع فيها المدَّعين، (4) ندرس لماذا يمكننا أن نجزم أن أناجيل العهد الجديد دقيقة في تصويرها ليسوع المسيح الحقيقي.

أولاً، إن الإدعاءات أن يسوع أسطورة أو صورة مبالغة نبعت من كتابات اللاهوتيين الألمان المتحررين في القرن التاسع عشر. لقد إدّعو أساساً أن المسيحية ليست إلا نسخة من عبادة آلهة الإخصاب الذين يموتون ويقومون والتي إنتشرت في أماكن مختلفة – تموز في بلاد ما بين النهرين، وأدونيس في سوريا، وآتيس في آسيا الصغرى، وأوزيريس في مصر. لم تتقدم أية من هذه الكتابات في المجال الأكاديمي أو الفكر الديني لأن هذه المقولات تم فحصها من قبل العلماء وقد قرروا أنها لا أساس لها من الصحة. ولكن في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين نهضت هذه الإدعاءات مرة أخرى، نتيجة نهضة الإنترنت وإنتشار المعلومات التي لا أساس تاريخي أو سند حقيقي لها.

هذا يقودنا إلى الجزء التالي من بحثنا – هل آلهة الأساطير القديمة تعكس فعلاً شخص المسيح؟ مثلاً، الفيلم "روح العصر" يقدم هذه الإدعاءات عن الإله المصري حورس:

• ولد في 25 ديسمبر من عذراء – إيزيس مريم
• أعلن نجم في المشرق عن ميلاده
• جاء ثلاثة ملوك ليعبدوا "المخلص" المولود
• أصبح معلماً وهو طفل في الثانية عشر
• "تعمّد" وهو في الثلاثين وبدأ "خدمة"
• كان لحورس 12 تلميذ
• تمت خيانة حورس
• صلب
• تم دفنه ثلاثة أيام
• قام من الأموات بعد ثلاثة ايام

ولكن عندما نفحص الكتابات الفعلية عن حورس بطريقة دقيقة وشاملة هذا ما نجده:

• ولد حورس لإيزيس؛ لا يوجد أي سجل تاريخي لتسميتها "مريم".
• إيزيس لم تكن عذراء؛ كانت أرملة أوزيريس، وحملت حورس من أوزيريس.
• ولد حورس في شهر كهيك (أكتوبر/نوفمبر) وليس ديسمبر 25. وفوق هذا لا يسجل الكتاب المقدس التاريخ الفعلي لميلاد المسيح.
• لا يوجد سجل لزيارة ثلاثة ملوك لحورس وقت ميلاده. ولا يسجل الكتاب المقدس عدد المجوس الذين زاروا المسيح.
• حورس ليس "مخلصاً" بأي شكل من الأشكال؛ لم يمت عوضاً عن أي شخص.
• لا توجد سجلات تثبت أن حورس أصبح معلماُ في عمر 12 سنة.
• لم "يتعمد" حورس. القصة الوحيدة عن حورس وفيها ذكر للماء هي قصة تقطيع حورس إلى قطع، وطلب إيزيس من إله التماسيح أن يخرجه من الماء الذي ألقي فيه.
• لم يكن لدى حورس "خدمة".
• لم يكن لحورس 12 تلميذ. وفقاً للقصص عن حورس، فقد كان له أربعة أشباه آلهة تابعين له وإشارات إلى 16 تابع من البشر وعدد غير معروف من الحدادين الذين حاربوا معه.
• لا يوجد أي ذكر لخيانة صديق لحورس.
• لم يمت حورس صلباً. توجد عدة قصص عن موت حورس ولكن لا تشير إحداها إلى صليب.
• لا يوجد سجل عن دفن حورس ثلاثة أيام.
• لم يقم حورس من الموت. لا يوجد سجل عن خروج حورس من القبر بالجسد الذي دفن به. بعض القصص تقول إن حورس/أوزيريس رجع إلى الحياة بواسطة إيزيس ثم ذهابه ليصبح سيداً على عالم الأموات.

لهذا عند مقارنة حورس بالرب يسوع لانجد أية تشابهات فيما بينهما. ومن المقارنات المشهورة الأخرى التي يقدمها أولئك الذين يدعون أن يسوع المسيح هو اسطورة هي المقارنة بينه وبين ميثراس. ويطبقون جميع الإدعاءات السابقة الخاصة بحورس على ميثراس ( مثال: الميلاد العذراوي، الصلب، القيامة من الأموات بعد ثلاثة أيام...الخ.) ولكن ما الذي تقوله الكتابات القديمة بالفعل عن ميثراس؟

• ولد من صخرة صلبة وليس من إمرأة.
• صارع أولاً مع الشمس ثم مع ثور بدائي، وهذا ما كان يعتقد أنه أول الخليقة. قتل ميثراس الثور الذي أصبح بدوره أساس الحياة للجنس البشري.
• إحتفل بميلاد ميثراس في ديسمبر 25 تزامناً مع الإنقلاب الشتوي.
• لا يوجد ذكر لكونه معلم عظيم.
• لا يوجد ذكر لكون ميثراس لديه 12 تلميذ. قد تكون الفكرة بأن ميثراس كان لديه 12 تلميذ قد جاءت من صورة لميثراس تحيط به الرموز الإثني عشر لدائرة الأبراج.
• لم يقم ميثراس من الموت بجسده. تقول الأسطورة أن ميثراس قد أكمل رسالته الأرضية ثم أخذ إلى الفردوس في مركبة وهو على قيد الحياة. لقد كتب ترتليان الكاتب المسيحي في العصور الأولى عن أتباع ميثراس وتقليدهم لمشاهد القيامة، ولكن كتاباته جاءت بعد زمن العهد الجديد بوقت لهذا فإن كان ثمة تقليد أو تزييف فإن أتباع ميثراس كانوا يقتبسون من المسيحية.

يمكننا أن نقدم أمثلة أخرى عن كريشنا، وآتيس، وديونيسوس، وآلهة الآساطير الآخرين، ولكن النتيجة واحدة. ففي النهاية نجد أن يسوع المسيح التاريخي كما يصوره لنا الكتاب المقدس هو فريد ومتميز بالتمام. وأية إدعاءات بوجود تشابهات ما هي إلا مبالغات. وفوق هذا، في حين أن الإيمان بحورس وميثراس والآخرين يعود إلى ما قبل المسيحية، فإننا نكاد لا نجد أي سجل سابق على المسيحية عن هذه الأديان. إن أغلب الكتابات التي تؤرخ لهذه الديانات تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلادي. لهذا فمن غير المنطقي ومن غير المتسق تاريخياً الإدعاء بأن الإعتقاد السابق للمسيحية بهذه الديانات (والذي لا توجد أية سجلات تثبته) هو مطابق لإيمان هذه المجموعات بعد المسيحية (والذي نجد سجلات تؤرخه). فمن المقبول تاريخياً أن نرجع أية تشابهات بين هذه الديانات والمسيحية إلى إقتباسها للمعتقدات المسيحية عن المسيح وإستبدالها بآلهتهم الخاصة في محاولة لإيقاف النمو السريع للمسيحية.

هذا يقودنا لفحص مجال آخر: الأخطاء المنطقية التي وقع فيها هؤلاء الذين يدّعون أن المسيحية إقتبست من ديانات الأساطير الوثنية. يوجد خطأين بالتحديد واضحين جداً: السبب الخاطيء، والمغالطات اللغوية. إذا سبق شيء شيئاً آخر هذا لا يعني أن الأول كان سبباً في حدوث الثاني. هذه هي مغالطة السبب الخاطيء. فحتى لو كانت السجلات السابقة للمسيحية عن الآلهة الأسطورية تشابه المسيح (وهي ليست كذلك) هذا لا يعني أنها هي السبب الذي دفع كتَّاب الإنجيل لإختراع مسيح مزيف. فمثل هذا الإدعاء يكون مثل القول بأن وجود المسلسل التليفزيوني "ستار تريكStar Trek " هو سبب وجود برنامج وكالة ناسا للفضاء.

المغالطات اللغوية هي إعادة تعريف مصطلحات معينة لإثبات وجهة نظر بينما في الواقع هي لا تحمل نفس المعنى بالرجوع إلى أصل الكلمة. فمثلاً يقول فيلم "روح العصر" أن حورس "بدأ خدمته" بينما لم تكن لحورس خدمة فعلية – ليس مثل خدمة المسيح بالتأكيد. والذين يدعون أن يسوع وميثراس متشابهين يتحدثون عن "معمودية" لإدخال الراغبين في بدعة ميثراس، ولكن ماذا يقصدون بالتحديد؟ كان كهنة ميثراس (ونفس التقليد يتبعه أتباع آتيس) يعلقون ثوراً فوق حفرة، ويضعون من يريدون أن يدخلوا إلى هذه الديانة في الحفرة، ثم يطعنون بطن الثور فينسكب دمه على الأتباع الجدد. هذا لا يشبه من قريب أو بعيد المعمودية المسيحية حيث يغمر الشخص في الماء (في رمز لموت المسيح) ثم خروجه (في رمز لقيامة المسيح). ولكن المدعين بأن المسيح أسطورة يتحايلون بإستخدام نفس المصطلح اللغوي لوصف الحدثين آملين بهذا أن يربطوا بينهما.

آخر نقطة نفحصها في هذا الإطار هي مصداقية العهد الجديد نفسه. ففي حين توجد كتابات كثيرة عن هذا الموضوع، لا يوجد شيء منذ القدم به أدلة مصداقية تاريخية أكثر من العهد الجديد ذاته. لقد كتب العهد الجديد كتاب أكثر (تسعة)، وأفضل، وأقدم من أي مستند في تلك الحقبة من الزمان. وفوق هذا فإن التاريخ يشهد أن هؤلاء الكتاب لاقوا حتفهم وهم يقولون أن يسوع قام من الموت. قد يموت البعض من أجل كذبة يعتقدون بصدقها، ولكن لا يموت أي شخص من أجل كذبة يعرف زيفها. فكر في هذا – لو كنت تواجه الموت صلباً بالمقلوب، كما حدث لبطرس الرسول، وكل ما كان عليك أن تفعله لتنقذ نفسك هو أن تترك كذبة كنت تعرف زيفها، فماذا تفعل؟

بالإضافة لهذا، لقد أثبت التاريخ أن الأمر يحتاج إلى جيلين على الأقل قبل أن تصل أسطورة إلى سجلات التاريخ. لماذا؟ لأن الشهود يمكنهم أن يدحضوا الأخطاء المكتوبة. فأولئك الذين يعيشون في نفس الزمن يمكنهم أن يكذبوا أخطاء الكاتب ويفضحوا زيف ما كتبه. كل الأناجيل قد كتبت أثناء حياة شهود العيان، بعض رسائل الرسول بولس كتبها حوالي عام 50 ميلادية. هذا التاريخ المبكر يمثل آلية حماية ضد قبول أو إنتشار أية مغالطات أو تزييف للحقائق.

وأخيرا، فإن العهد الجديد يشهد لحقيقة أن صورة المسيح التي قدمها لا يمكن خلطها بأية آلهة أخرى. عندما واجه المفكرين في أثينا تعاليم بولس الرسول فإنهم قالوا: "...إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ." (أعمال الرسل 17: 18-20) . واضح إذا أنه لو كانت قصة يسوع مجرد إعادة صياغة لقصص الآلهة الأخرى لم يكن الأثينيون ليشيروا إليها كتعاليم "جديدة". إذا كانت الآلهة التي تموت ثم تقوم من الأموات شيئاً مألوفاً في القرن الأول الميلادي لماذا إذاً عندما علَّم بولس عن قيامة يسوع من الأموات في أعمال الرسل 17 لم يقل الفلاسفة الأبيقوريين والرواقيين: "هذا مثل حورس وميثراس"؟

خلاصة القول إن الإدعاءات بأن يسوع ليس أكثر من نسخة من الآلهة الأسطورية أساسها المؤلفين الذين رفضت المؤسسات الأكاديمية كتاباتهم التي تحتوي على مغالطات منطقية تهدم مصداقيتها ولا يمكن مقارنتها بأناجيل العهد الجديد التي ثبتت أمام 2000 عام من الفحص والتدقيق. تختفي التشابهات المزعومة عند مقارنتها بالنصوص التاريخية الأصلية. إن التشابهات بين يسوع وآلهة الأساطير يمكن التشبث بها فقط بإستخدام الخداع والتزوير.

ويظل يسوع المسيح فريداً في التاريخ، يعلو صوته فوق كل الآلهة المزيفة ويستمر يوجه لنا السؤال الذي يحدد في النهاية مصير الإنسان الأبدي: " وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟"


هل يسوع المسيح هو الله؟ هل أدعي يسوع المسيح بأنه الله؟


لا توجد أية آيات مدونة في الكتاب المقدس استخدم فيها يسوع المسيح التعبير "أنا هو الله" . ولكن هذا لا يعني بأنه لم يعلن أنه الله. علي سبيل المثال، تأمل كلماته في سفر يوحنا 30:10 فهو يقول "أنا والآب واحد". دعونا نلقي نظرة عامة علي كلمات يسوع الموجودة في يوحنا 30:10 "أنا والآب واحد". فان دققنا النظر، فربما لن ندرك ادعاء المسيح بأنه الله، ولكن من المهم أيضا أن نلقي نظرة علي رد فعل اليهود لهذه العبارة: "لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فأنك وانت انسان تجعل نفسك الها" يوحنا 33:10. فنري أن اليهود قد ترجموا عبارة يسوع بأنها ادعاء بأنه الله وأيضا نري أنه في الآيات التالية أن يسوع المسيح لا يقوم بتصحيح معلوماتهم بالقول أنا لم أدعي أنني الله. مما يوضح لنا أن يسوع المسيح كان يعني أن يعلن بأنه الله بقوله "أنا والآب واحد" يوحنا 30:10. مثال آخر يوجد في يوحنا 58:8 وفي هذه الآية يعلن يسوع: "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم، أنا كائن". وللمرة الثانية يرفع اليهود الحجارة ليرجموا يسوع (يوحنا 59:8). لماذا حاول اليهود رجم يسوع بالحجارة ان لم يؤمنوا بأن كلمات المسيح هي ادعاء واضح بأنه الله؟

يوحنا 1:1 يقول "كان الكلمة الله". ويوحنا 14:1 يقول "الكلمة صار جسدا". وتبين لنا الآيات بوضوح أن يسوع المسيح هو الله في الجسد. أعمال الرسل 28:20 يقول لنا "...فاسهروا اذا علي أنفسكم وعلي جميع القطيع الذي عينكم بينه الروح القدس نظارا، لترعوا كنيسة الله التي اشتراها بدمه " من هو الذي أشتري الكنيسة بدمه؟ يسوع المسيح. أعمال الرسل 28:20 يعلن لنا أن الله أشتري الكنيسة بدمه. اذا، يسوع المسيح هو الله!

قال التلميذ توماس للمسيح "ربي والهي" في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يشجعنا علي انتظار مجيء الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في (تيطس 13:2). أيضا انظر (بطرس الثانية 1:1). وفي سفر العبرانيين 8:1، الله الآب يعلن عن الابن يسوع المسيح ويخاطب الابن قائلا " ان عرشك يا الله الي ثابت الي أبد الأبدين، وصولجان حكمك عادل ومستقيم ".

وفي رؤيا يوحنا، أوصي الملاك يوحنا الرسول بأن يعبد الله وحده (رؤيا 10:19). ونري انه من خلال الأحداث المدونة في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح تلقي العبادة (متي 11:2، 33:14، 28: 9 و 17، لوقا 52:24، يوحنا 38:9). ومع هذا نجد أن المسيح لم ينتهر الناس أو اتباعه لعبادتهم أو مجاهرتهم بأنه الله. ان لم يكن يسوع المسيح هو الله لفعل مثل الملاك في سفر الرؤية وانتهر من يعبد غير الله. وهناك أيضا كثيرا من الآيات الأخري الموجودة في الكتاب المقدس التي تثبت الوهية يسوع المسيح.

السبب الرئيسي الذي لأجله كان لابد ليسوع المسيح أن يكون هو الله، هو: ان لم يكن المسيح هو الله المتجسد فاذا موته لم يكن كافيا لرفع خطيئة العالم وتحمل العقاب الواجب علي البشرية كلها (يوحنا الأولي 2:2). الله وحده هو القادر أن يدفع عنا هذا الدين العظيم (كورنثوس الثانية 21:5). الله وحده هو القادر أن يمات وان يقام معلنا انتصاره وغلبته علي الخطيئة والموت.