ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﻀﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 160 ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ10 ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭ280 ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺐ ﻧﻬﺮ ﻛﺎﺗﺎﺗﻮﻣﺒﺎ Catatumbo ﻓﻮﻕ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻣﺎﺭﺍﻛﻴﺒﻮ Maracaibo ﻓﻲ ﻓﻨﺰﻭﻳﻼ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻫﻨﺎﻙ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻭﺃﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺍﻭﻏﻨﺪﻩ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ.
ﺗﻌﻮﺩ ﻇﻬﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻘﺪّﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻲ.
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻨﺰﻭﻳﻠﻲ ﺇﺭﻳﻚ Erik Quiroga ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻋﺪﻳﺪﺓ.
ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥّ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺼﺒّﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻛﺎﺗﺎﺗﻮﻣﺒﺎ Catatumbo ﻭﻧﻬﺮ ﺑﺮﺍﻓﻮ Bravo ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﺨﺮ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﻀﺮﺏ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ﻭﻓﻨﺰﻭﻳﻼ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻓﻴﺘﻢ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻬﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻤّﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ 7 ﻛﻢ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ.
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺯ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺒﺨﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻣﺘﺄﻳّﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ.
ﻻ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺇﻻّ ﻟﻴﻼً، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻔﻮﻕ ﺑﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺴﺮ ﻏﺎﺯ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ، ﻭﺗﺘﻮﻗﻒ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻟﻤﺪﺓ 30 ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ.
ﺗﻨﺸﺄ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻣﻀﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﻗﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻟﺘﺎﺕ ﻳﺼﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 5 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ.
ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ 15 ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﻟﺘﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﺿﺎﺀﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﻓﻤﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺮﻯ ﺃﻱ ﻭﻣﻀﺎﺕ.
ﻳﺮﺟﺢ ﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻟﻠﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻭﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺎﻡ 1906 ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺿﺮﺏ ﺯﻟﺰﺍﻝ ﺑﻘﻮﺓ 8.8 ﺭﻳﺨﺘﺮ ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻷﻛﻮﺍﺩﻭﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ.