أين يتم ضبط التوازن في جسم الإنسان
ضبط التوازن في جسم الإنسان
يمتلك الإنسان والحيوانات بأنواعها المختلفة القدرة على الحركة والسير بشكل متوازن ودقيق، إلّا أنّه قد يسقط في بعض الأحيان نتيجةً لحدوث خلل مؤقت في توازن الجسم، كما يعاني البعض من الناس من مشاكل تمنعهم من التوازن بشكل سليم أثناء الحركة وتسبب لهم الشعور بالدوخة والسقوط على الأرض في كثير من الأحيان، ويعتمد حفظ توازن الجسم على التنسيق في العمل بين ثلاث أجزاء رئيسية في الجسم وهي الأذن الداخلية، والعين، والجهاز الحسي العضلي، ويقوم جهاز التوازن الموجود في المخيخ بتنسيق عمل هذه الأجهزة مجتمعةً للحفاظ توازن الجسم.
دور المخيخ
يحتوي المخيخ على جهاز التوازن المسؤول عن الحفاظ على الجسم متّزناً، حيث تتخصّص بعض فصوص المخيخ والتي لا يتعدّى وزنها 142 غم لتشكّل جهاز التوازن في الجسم، والذي يعمل بشكل رئيسي على الحفاظ على التوازن بين الجسم والأذن الداخلية من خلال تحديد وضع الرأس بالنسبة للجسم ووضع الرأس بالنسبة للأرض، كما تعمل على التنسيق مع الجهاز الحسي العصبي والعضلات بهدف توفير القوة العضلية اللازمة للمحافظة على اتزان الجسم.
دور الأذن الداخلية
تتكوّن الأذن الداخلية من سلسلة من القنوات تسمى القنوات الهلالية، وتتضمّن هذه السلسلة ثلاث حلقات مرتبطة معاً وتعمل بشكل رئيسي على حفظ اتزان الجسم، فعندما يتحرك الجسم يتحرك الرأس معه مسبباً اهتزازات خفيفة وتساعد هذه الاهتزازات السائل الموجود في القنوات الهلالية على الحركة منتجاً بذلك نبضات كهربائية تتوجّه إلى العصب المسؤول عن الاتزان في المخيخ والذي يتّصل بالعصب المسؤول عن السمع ليتحدا ويكوّنا العصب الثامن في منطقة المخيخ، وتنبه هذه النبضات المخيخ بحدوث خلل في توازن الجسم نتيجة تحرك الجسم أو الرأس بشكل خاطئ، وأي نقص في كمية السائل في القنوات الهلالية يتسبّب بحدوث خلل في توازن الجسم.
دور العضلات
تتطلّب حركة الجسم والمشي عمل 200 عضلة بشكل متزامن ومتناسق، فلا يقتصر خطو خطوة إلى الأمام أو إلى الخلف بتحريك عضلات الأرجل والحوض فقط بل تساهم عضلات الظهر، والبطن، والأكتاف، والصدر في إحداث هذه الخطوة عن طريق تحرك عضلاتها معاً بشكل متناغم ومنسجم، ويقوم المخيخ بإرسال الأوامر لهذه العضلات لتحديد نوع الحركة والقوة اللازمة لإحداثها، كما يرسل أوامره للأوتار بالارتخاء أو الشدّ لتسهيل حركة العضلات المتصلة بها، وهنا تظهر أهمية اتجّاه حركة الرأس بالنسبة لباقي عضلات الجسم للمحافظة على التوازن المناسب أثناء الحركة والتنقل.
