أول من صنع الطائرة
الطائرة
قام الإنسان على مر الزمن بتطوير وسائل المواصلات لتخدمهم، فبعد أن كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر عن طريق الدواب أو العربات المتصلة فيها، وقد طوروا المحرك الكهربائي الذي تمكنوا من استغلاله لابتكار وسائل مواصلات توفر عليهم الوقت والجهد، فلم يكتفوا بالتنقل من خلال البر والبحر، فقد قاموا أيضاً باستغلال الجو، وقد كانت الثورة الكبيرة في عالم المواصلات عندما تمّ اختراع الطائرة.
فالطائرة عبارة عن مركبة للنقل الجوي، وتعمل بعدة محركات كهربائية نفاثة تعمل على الكيروسين، وبالرغم من وزنها الكبير الذي يتعدى وزن الهواء، إلّا أنها تستطيع أن تحلق على ارتفاعات عالية جداً بفعل القوة التي تتولد على أجنحتها وهي قوة الدفع، بالإضافة إلى القوة التي تأتي من الهواء وهي قوة السحب.
ومن الجدير بالذكر أن الإطار الخارجي للطائرة يكون عبارة عن صفائح خفيفة متصلة ببعضها البعض، من خلال وصلات أسفينية قوية جداً قد تكون رباعية أو سداسية، حيث إن هذه الصفائح مصنوعة من الألمنيوم والفولاذ، وفي هذا المقال سنوضح كيف تطورت صناعة الطائرة، ومَن أول من قام بصنعها.
تاريخ الطيران منذ القدم
إن رغبة الطيران كانت موجودة عند الإنسان منذ القدم، حيث بدأ في مراقبة الطيور التي تستطيع أن تحلق عالياً في السماء، وقد استغل الإنسان شكل الطائر لصنع مجسمات اعتقد أنها ستساعده على الطيران، وقد كان أول من قام بذلك هو الفيلسوف الإغريقي أرخيتاس، وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد أطلق على نموذجه اسم الحمامة.بدأت الصين بالتفكير في مجسم يطير لإخافة أعدائها، ولذلك فقد نجح الضابط الصيني كونغ مينغ باختراع المنطاد الورقي المضيء في العام 234م، والذي كان يطير من خلال تسخين الهواء الموجود داخل الأكياس الورقية، وقد قام الصينيون أيضا باستغلال شكل الطائر لصنع مجسمات خشبية كبيرة كان يتم عرضها خلال المناسبات أو الأعياد.كانت المحاولة العربية الأولى في الطيران هي على يد عباس بن فرناس في الأندلس، والتي استمرت لفترة لم تتجاوز ال10 دقائق، والتي انتهت بسقوطه وموته.توالت المحاولات بالطيران لغاية القرن الثامن عشر، فبدأ البريطانيون بصناعة المروحيات والطائرات الشراعية، التي لم تحمل الركاب في داخلها، ومن ثم أصبحت هناك محاولات لصنع طائرات تعمل على البخار ولكنها جميعها باءت بالفشل، رغم قيامهم بالعديد من التجهيزات والترتيبات والدراسات كدراسة ديناميكا الهواء وتشييد أنفاق للطيران.من الجدير بالذكر أن جميع التجارب السابقة كانت باستخدام آلات أقل وزناً من الهواء.
أول من صنع الطائرة
يرجع الفضل في صناعة الطائرة الحديثة بمجسمها الأثقل من الهواء إلى الأخوين الأمريكيين أورفيل وويلبور رايت، حيث كان الطيران حلماً يراودهما منذ الصغر، ونتيجة لذلك فقد قاما بدراسة العلوم الميكانيكية والتطبيقية لتمنكنهما من التحليق عالياً في السماء.
والمبدأ الذي اعتمد عليه الأخوان رايت كان في جَعْل الطيران يتم من خلال الاعتماد على قوة المحركات، وبدأوا بعمل أول تجربة ناجحة للطيران في العام 1903م، حيث استطاعوا أن يحلقوا على ارتفاع مئة متر، ولمدة وصلت إلى ساعة وربع وعلى مسافة وصلت إلى 36 متراً، وقد قاموا بذلك بتطوير الطائرة، وتحديثها وعمل العديد من التصميمات التي تعمل بالمبدأ نفسه، ولم تقتصر استخدام الطيارات فقط على التنقل والسفر، وإنما أصبح تم استخدام لأغراض سياسية وعسكرية.
من الجدير بالذكر أن أورفيل من مواليد 1871م، وويلبور في العام 1867م في نورث كارولاينا، وحالياً يتم اعتبار الأخوين إرثاً تاريخياً وعالمياً في الولايات الأمريكية المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، وقد تم وضع صورهما وصورة أول طيارة اخترعوها على العديد من الطوابع والأجسام التذكارية في أميركا.