من إكتشف الجاذبية
من اكتشف الجاذبية
يتوارد لإذهان الغالبية بأنّ مكتشف الجاذبية هو العالم الفيزيائي اسحق نيوتن؛ نتيجة عدم التثبت بالنقل، ونتيجة طمس الكثير من التراث العلمي الإسلامي، فنيوتن يُعد أول من أصَّل قانوناً فيزيائياً يحاكي طبيعة الجاذبية، ويعبر عن مدى قوى التفاعل بين الأجسام، حيث أثار انتباهه طريقة سقوط حبة تفاح باتجاه الأرض؛ لِيُسَجِّل ملاحظاته حول تحرك الأجسام في نطاق الجاذبية الأرضية، ويبني عليها نظريات تُعمَم على كافة الطبيعة المادية للأجسام الموجودة في الكون قاطبة، فهو يقول بوجود قوى جذب بين الأجسام تتناسب عكسياً مع المسافة الفاصلة بينها، فقد وضع قانونً للجاذبية الأرضية يُعَبِّر فيه عن مدى قوة جذب الأرض للأجسام، والمتمثِّل بالوزن، حيث باين هذا القانون ما بين الكتلة والوزن بتفاعلها الطردي مع ثابت الجاذبية الأرضية، والمعبر عنه بتسارعها.
مكتشف الجاذبية
يُنسبُ فضلُ السَبَقِ المُوثَقِّ باكتشاف وتأصيل مفهوم الجاذبية الأرضية لعدد من العلماء المسلمين، حيث دلَّت كتابتهم على ذلك وهم: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، والعالم ابن سينا ابو علي الحسين بن عبد الله، والعالم الإدريسي محمد الهاشمي القرشي، فقد ذكرت مؤلفاتهم بيانا واضحا عن جذب مركز الأرض للأجسام التي فوقها؛ وكون أقدمهم كتابة في موضوع الجاذبية على الراجع هو العالم البيروني؛ لذا يعزى له الإكتشاف الأول للجاذبية الأرضية التي طور مفهومها وقنَّنَ لها اسحق نيوتن، حيث ينقل عن البيروني أنَّه أصل للجاذبية في كتبه بقوله: ((إن الأجسام تسقط على الأرض بسبب قوى الجذب المتمركزة فيها)) .
ترجمة البيروني
هو محمد بن احمد من مواليد خوارزم (أوزباكستان)عام 973م، ولقبه بطليموس العرب، توفي سنة 1048م، وذلك بعد مسيرة علمية مذهلة، أجاد فيها علوم: الرياضيات، والفلك، والجغرافيا، والصيدلة، والجيولوجيا، والفلسفة، حتى الترجمة لثقافات الهند، ويذكر له ما يزيد عن المائة مُؤَلَفٌ من أشهرها: موسوعة القانون المسعودي، الرسائل المتفرقة بالهيئة، إستخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن، تسطيح الصور وتبطيح الكور، الصيدلة في الطب، الإسطرلاب، التفهيم لأوائل صناعة التنجيم، الإستشهاد باختلاف الأرصاد.
كما للبيروني العديد من الإختراعات على مستوى الأجهزة، فقد صمّم جهازاً لقياس الوزن النوعي للمادة؛ حيث استطاع قياس الوزن النوعي لما يقارب العشرة مركبات، وجهازُ مواقيتٍ للصلاة يبين الوقت الحقيقي لها، وله العديد من الإنجازات التي لم يسبقه أحد اليها قبله، فيُذكرُ بأنَّه قام بعمل دراسة خاصة لزوايا المثلثات، حيث قام بعمل جداول خاصة تبين قيم الجيوب والظل للزوايا.