صورة لميدان التحرير 1896
.
صورة لميدان التحرير 1896

زرزورة هي مدينة خيالية أو واحة مفقودة
الإشاعة بتقول
من زمان إن زرزورة كانت مدينة موجودة في الصحرا في غرب النيل في مصر أو بين مصر و ليبيا
في الكتابات المتألفة في القرن التلاتاشر , المؤلفين إتكلموا عن بلد كانت ( بيضاء كحمامة ) و سموها ( واحة الطيور الصغيرة )
و في (كتاب الكنوز) مكتوب ان زرزورة هي مدينة موجودة في الصحرا و مليانة كنوز و فيها ملك و ملكة نايمين , و هي محروسة بعمالقة سود يمنعوا اي حد يدخل أو يطلع منها
بس دا ممكن يكون اشارة لبدو الطوارق السمر الموجودين في ليبيا و تشاد اللي جدودهم اتعودوا غزو الواحات في الصحرا
هيرودس قال عن مدينة اسمها مدينة ديونيسيوس ضايعة في رملة الصحرا , ممكن تكون اساس حكاية زرزورة .
علشان الاله ديونيسيوس الاغريقي هو اله العقائد الاسطورية في اليونان القديمة و بناء علي استخدام المواد المهلوسة في الوثنية نقدر نرجع قصة عش الغراب السام للصحرا الكبري .
و بالذات الي كهوف تاسيلي في الجزاير اللي موجود فيها رسومات ترجع ل 10 الاف سنة قبل الميلاد , شوية رسومات من دول شكلها زي شامان (ساحر قبيلة) بيعبد نبات شبه عش الغراب و بيدخل في هلوسة .
و ممكن تكون حكاية مدينة ديونيسيوس دي ذكري عن العقيدة دي .
اقدم مرجع اوروبي ل زرزورة في سنة 1835 مكتوب علي ايد عالم المصريات الانجليزي جون جاردنر ويلكينسون , اخده من تقرير من عربي قال انه لقي الواحة دي و هو بيدور علي جمل ضايع منه قال فيه
(و علي بعد 5 ايام مشي غرب الطريق اللي بيوصل بين واحات الفرافرة و البحرية في واحة اسمها وادي زيرزورة مليانة نخل و ينابيع و فيها اثار مش عارفين اصلها )
و مع ان قصص البدو اللي بيلاقوا حاجات و هما بيدورا علي جمل ضايع منتشرة , ويلكنسون اتشهر لما المستكشفين لقوا فعلا واحات غير معروفة اللي كتير منها اتقال انها زرزورة اللي قصده عليها , لكن مش واحة زرزورة الاصلية للاسف
و في الآونة الأخيرة ، قام المستكشفون الأوروبيون بغزوات في الصحراء بحثًا عن زرزورة ولكنهم لم ينجحوا في العثور عليها.
قاد المستكشفان البارزان في القرن العشرين رالف باجنولد من بريطانيا ، والمجري لازلو (لاديسلاوس) الماسي رحلة استكشافية للبحث عن زرزورا من 1929-1930 باستخدام شاحنات فورد موديل A.
في سنة 1932 ، اكتشفت الرحلات الاستكشافية لبعثة الماسي باتريك كلايتون استديوين في الجلف الكبير. في السنة التالية ، عثر الماسي على تالت وادي "زرزورة" ، وهي في الواقع واحات تمطر في الصحرا . من ناحية أخرى ، اعتبر باجنولد ان زرزورة دي أسطورة مش ممكن حلها بالاكتشافات .
عمل المشاركين في مطاردة زرزورة( نادي زرزورة ) في حانة في وادي حلفا عند رجوعهم سنة 1930.
فضل كتير من أعضاء النادي أصدقاء و كتير منهم خدموا كضباط في الجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية. خدم الكثيرون في دورية الصحراء الطويلة خلال حملة شمال إفريقيا. فقط الماسي خدم روميل أفريكا كوربس وساعد الإيطاليين.
زرزورة المدينة البيضا
حسب اكتاب (أمير في بنغازي)التاريخي ، ليبيا سنة 1481 ، جه سواق جمال اسمه حميد كيلة لبنغازي في حالة سيئة حكي للأمير أنه زار مدينة زرزورة.
الظاهر أن حميد كيلة وقافلة كانوا رايحين من نهر النيل إلى واحات الداخلة و الخارجة و دخلوا في عاصفة رملية شريرة قتلت الجميع ماعدا كيلة اللي نجي لما استخبي في جثة جمله .
بعد انتهاء العاصفة ، خرج الرجل من الجمل ليجد نفسه في حيرة لأن العاصفة غيرت جميع المعالم المعروفة. كان كيلة مصدوم بسبب عدم وجود ماء ، حيث عثرت عليه مجموعة من رجال غريبة .
و قال إن الرجال كانوا طوال و ب شعر فاتح وعينين زرقة ، و شايلين سيوف مستقيمة بدل السيوف العربية ، وودوه إلى مدينة تسمى زرزورا .
تم وصف زرزورة فعلا على أنها مدينة بيضا يمكن الوصول إليها عبر وادي ممتد بين جبلين ، وكان الوادي طريقًا يؤدي إلى بوابات المدينة التي كان عليها نقش طائر غريب فوقه. داخل المدينة كانت البيوت البيضا فخمة ، والنخيل ، والينابيع ، وحمامات السباحة التي تستخدمها الستات والأطفال البيض للغسيل والاستحمام. حكي حميد كيلة أن الزرزورانيين ، أو "السوري" ، عاملوه بلطف واتكلموا بلهجة غريبة من اللغة العربية كان من الصعب عليه فهمه ولكن شرحها له بعناية واحد سوري ، الذي يالظاهر مش مسلم لأن الستات مش بتلبس أي حجاب ومفيش مساجد في المدينة ، ولم يسمع حميد كيلة أي دعوات للصلاة من قبل مؤذن.
حكي سواق الجمال القصة للأمير بعد شهور من وجوده في زرزورة ، وسأله الأمير عن ازاي وصل بنغازي .
أصبح حميد مش مرتاح للاستجواب وأخبره أنه هرب من زرزورة في ليلة.
فسأله الأمير ليه كان لازم يهرب إذا كان سوري عامله بلطف ، وكان حميد يواجه صعوبة في التوضيح.
فشتبه الأمير فيه و بتفتيشه من قبل حراسه الذين وجدوا جوهرة غالية في خاتم ذهب مخبيها الرجل.
ثم سأل الأمير كيف حصل على الجوهرة ، لكن حميد مقدرش يقول لأنه سرقها من سوري ،
قام الأمير بإخراج حميد إلى الصحراء لقطع يديه. صدق الأمير قصة الرجل لأنه ورجاله بعد كده للصحرا علشان يدوروا علي زرزورة ، ولكن ملقوش حاجة لان غالبا الامير كان بيدور في حتة غلط
وفقًا لمصادر غير معروفة ، يُفترض أن الخاتم اخده ملك ليبيا إدريس ، اللي أطاح به معمر القذافي في سنة 1969 ومجلس قيادة الثورة.
بيقولوا إن الخاتم اتفحص من الخبراء كتير او بيقولوا ان قيمته كبيرة ، ويتوقع أن يكون قد صنعه الأوروبيون في القرن الثاني عشر ، مما يشير إلى أن الزرزورانيين الذين حصلوا عليها قبل سرقها حامد كيلة ربما يكون بقايا الصليبيين الأوروبيين الأوائل الذين فقدوا في الصحراء في طريقهم إلى أو عائدين من القدس وأقاموا في الصحراء. ومع ذلك ، يبدو أنه لا توجد معلومات حول الحلقة المفترضة التي توفرها أي مصادر ، ولا يوجد أي دليل على وجودها. علاوة على ذلك ، نظرًا لأن حميد كيلة كان راوي حكاية زرزورة ، فمن المحتمل أنه قد يكون مؤلفًا مجهولًا لكتاب الكنوز (كتاب الكنوز المخفية) منذ محنته التي وقعت في القرن الخامس عشر ، كما نُشرت المخطوطة أيضًا فى ذلك التوقيت.
بهيجة حافظ (4 أغسطس 1908 - 13
ديسمبر 1983)، ممثلة ومخرجة وكاتبة مصرية. هي أول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية. وكانت من أوائل الرائدات في صناعة السينما وأكثرهن تثقيفًا. هي ابنة إسماعيل باشا حافظ الذي كان ناظراً للخاصة السلطانية في عهد السلطان حسين كامل وكان إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الاول من أقربائها.[4] ولدت بحي محرم بك بالإسكندرية ودرست في مدرسة الفرنسيسكان ومدرسة الميردي ديو. ثم سافرت إلى فرنسا عندما كان عمرها 15 عامًا وحصلت على شهادة جامعية من الكونسرفتوار في الموسيقى عام 1930. لم يقتصر عملها في الاخراج والتمثيل وتأليف الموسيقى فقط، ولكنها عملت ايضًا في مجال المونتاج وتصميم الازياء السينمائية و الكتابة.[5
هل يسوع أسطورة؟ هل يسوع مجرد نسخة من الآلهة الوثنية لدى الديانات الأخرى؟
توجد عدة أصوات تدَّعي أن قصة يسوع المسجلة في العهد الجديد ما هي إلا أساطير إستعارها الكُتَّاب من القصص الوثنية، مثل قصص أوزيريس، وديونيسيس، وأدونيس، وآتيس، وميثراس. الإدعاء يقول أن هذه الشخصيات الأسطورية تقدم نفس القصة التي ينسبها العهد الجديد ليسوع المسيح الذي من الناصرة. كما يدّعي الكاتب دان براون في كتابه "شفرة دافنشي" أنه لا يوجد شيء أصيل في المسيحية.
ولكن ما أن تفند الحقائق فإن الرابطة المزعومة بين العهد الجديد والأساطير سرعان ما يظهر زيفها. لكي نكتشف الحقيقة بشأن هذه الإدعاءات وما يشابهها من المهم أن (1) نكشف ما وراء هذه الإدعاءات، (2) نفحص الصور التاريخية التي تقارن الآلهة الكاذبة بالمسيح، (3) نكشف الأخطاء المنطقية التي وقع فيها المدَّعين، (4) ندرس لماذا يمكننا أن نجزم أن أناجيل العهد الجديد دقيقة في تصويرها ليسوع المسيح الحقيقي.
أولاً، إن الإدعاءات أن يسوع أسطورة أو صورة مبالغة نبعت من كتابات اللاهوتيين الألمان المتحررين في القرن التاسع عشر. لقد إدّعو أساساً أن المسيحية ليست إلا نسخة من عبادة آلهة الإخصاب الذين يموتون ويقومون والتي إنتشرت في أماكن مختلفة – تموز في بلاد ما بين النهرين، وأدونيس في سوريا، وآتيس في آسيا الصغرى، وأوزيريس في مصر. لم تتقدم أية من هذه الكتابات في المجال الأكاديمي أو الفكر الديني لأن هذه المقولات تم فحصها من قبل العلماء وقد قرروا أنها لا أساس لها من الصحة. ولكن في أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين نهضت هذه الإدعاءات مرة أخرى، نتيجة نهضة الإنترنت وإنتشار المعلومات التي لا أساس تاريخي أو سند حقيقي لها.
هذا يقودنا إلى الجزء التالي من بحثنا – هل آلهة الأساطير القديمة تعكس فعلاً شخص المسيح؟ مثلاً، الفيلم "روح العصر" يقدم هذه الإدعاءات عن الإله المصري حورس:
• ولد في 25 ديسمبر من عذراء – إيزيس مريم
• أعلن نجم في المشرق عن ميلاده
• جاء ثلاثة ملوك ليعبدوا "المخلص" المولود
• أصبح معلماً وهو طفل في الثانية عشر
• "تعمّد" وهو في الثلاثين وبدأ "خدمة"
• كان لحورس 12 تلميذ
• تمت خيانة حورس
• صلب
• تم دفنه ثلاثة أيام
• قام من الأموات بعد ثلاثة ايام
ولكن عندما نفحص الكتابات الفعلية عن حورس بطريقة دقيقة وشاملة هذا ما نجده:
• ولد حورس لإيزيس؛ لا يوجد أي سجل تاريخي لتسميتها "مريم".
• إيزيس لم تكن عذراء؛ كانت أرملة أوزيريس، وحملت حورس من أوزيريس.
• ولد حورس في شهر كهيك (أكتوبر/نوفمبر) وليس ديسمبر 25. وفوق هذا لا يسجل الكتاب المقدس التاريخ الفعلي لميلاد المسيح.
• لا يوجد سجل لزيارة ثلاثة ملوك لحورس وقت ميلاده. ولا يسجل الكتاب المقدس عدد المجوس الذين زاروا المسيح.
• حورس ليس "مخلصاً" بأي شكل من الأشكال؛ لم يمت عوضاً عن أي شخص.
• لا توجد سجلات تثبت أن حورس أصبح معلماُ في عمر 12 سنة.
• لم "يتعمد" حورس. القصة الوحيدة عن حورس وفيها ذكر للماء هي قصة تقطيع حورس إلى قطع، وطلب إيزيس من إله التماسيح أن يخرجه من الماء الذي ألقي فيه.
• لم يكن لدى حورس "خدمة".
• لم يكن لحورس 12 تلميذ. وفقاً للقصص عن حورس، فقد كان له أربعة أشباه آلهة تابعين له وإشارات إلى 16 تابع من البشر وعدد غير معروف من الحدادين الذين حاربوا معه.
• لا يوجد أي ذكر لخيانة صديق لحورس.
• لم يمت حورس صلباً. توجد عدة قصص عن موت حورس ولكن لا تشير إحداها إلى صليب.
• لا يوجد سجل عن دفن حورس ثلاثة أيام.
• لم يقم حورس من الموت. لا يوجد سجل عن خروج حورس من القبر بالجسد الذي دفن به. بعض القصص تقول إن حورس/أوزيريس رجع إلى الحياة بواسطة إيزيس ثم ذهابه ليصبح سيداً على عالم الأموات.
لهذا عند مقارنة حورس بالرب يسوع لانجد أية تشابهات فيما بينهما. ومن المقارنات المشهورة الأخرى التي يقدمها أولئك الذين يدعون أن يسوع المسيح هو اسطورة هي المقارنة بينه وبين ميثراس. ويطبقون جميع الإدعاءات السابقة الخاصة بحورس على ميثراس ( مثال: الميلاد العذراوي، الصلب، القيامة من الأموات بعد ثلاثة أيام...الخ.) ولكن ما الذي تقوله الكتابات القديمة بالفعل عن ميثراس؟
• ولد من صخرة صلبة وليس من إمرأة.
• صارع أولاً مع الشمس ثم مع ثور بدائي، وهذا ما كان يعتقد أنه أول الخليقة. قتل ميثراس الثور الذي أصبح بدوره أساس الحياة للجنس البشري.
• إحتفل بميلاد ميثراس في ديسمبر 25 تزامناً مع الإنقلاب الشتوي.
• لا يوجد ذكر لكونه معلم عظيم.
• لا يوجد ذكر لكون ميثراس لديه 12 تلميذ. قد تكون الفكرة بأن ميثراس كان لديه 12 تلميذ قد جاءت من صورة لميثراس تحيط به الرموز الإثني عشر لدائرة الأبراج.
• لم يقم ميثراس من الموت بجسده. تقول الأسطورة أن ميثراس قد أكمل رسالته الأرضية ثم أخذ إلى الفردوس في مركبة وهو على قيد الحياة. لقد كتب ترتليان الكاتب المسيحي في العصور الأولى عن أتباع ميثراس وتقليدهم لمشاهد القيامة، ولكن كتاباته جاءت بعد زمن العهد الجديد بوقت لهذا فإن كان ثمة تقليد أو تزييف فإن أتباع ميثراس كانوا يقتبسون من المسيحية.
يمكننا أن نقدم أمثلة أخرى عن كريشنا، وآتيس، وديونيسوس، وآلهة الآساطير الآخرين، ولكن النتيجة واحدة. ففي النهاية نجد أن يسوع المسيح التاريخي كما يصوره لنا الكتاب المقدس هو فريد ومتميز بالتمام. وأية إدعاءات بوجود تشابهات ما هي إلا مبالغات. وفوق هذا، في حين أن الإيمان بحورس وميثراس والآخرين يعود إلى ما قبل المسيحية، فإننا نكاد لا نجد أي سجل سابق على المسيحية عن هذه الأديان. إن أغلب الكتابات التي تؤرخ لهذه الديانات تعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلادي. لهذا فمن غير المنطقي ومن غير المتسق تاريخياً الإدعاء بأن الإعتقاد السابق للمسيحية بهذه الديانات (والذي لا توجد أية سجلات تثبته) هو مطابق لإيمان هذه المجموعات بعد المسيحية (والذي نجد سجلات تؤرخه). فمن المقبول تاريخياً أن نرجع أية تشابهات بين هذه الديانات والمسيحية إلى إقتباسها للمعتقدات المسيحية عن المسيح وإستبدالها بآلهتهم الخاصة في محاولة لإيقاف النمو السريع للمسيحية.
هذا يقودنا لفحص مجال آخر: الأخطاء المنطقية التي وقع فيها هؤلاء الذين يدّعون أن المسيحية إقتبست من ديانات الأساطير الوثنية. يوجد خطأين بالتحديد واضحين جداً: السبب الخاطيء، والمغالطات اللغوية. إذا سبق شيء شيئاً آخر هذا لا يعني أن الأول كان سبباً في حدوث الثاني. هذه هي مغالطة السبب الخاطيء. فحتى لو كانت السجلات السابقة للمسيحية عن الآلهة الأسطورية تشابه المسيح (وهي ليست كذلك) هذا لا يعني أنها هي السبب الذي دفع كتَّاب الإنجيل لإختراع مسيح مزيف. فمثل هذا الإدعاء يكون مثل القول بأن وجود المسلسل التليفزيوني "ستار تريكStar Trek " هو سبب وجود برنامج وكالة ناسا للفضاء.
المغالطات اللغوية هي إعادة تعريف مصطلحات معينة لإثبات وجهة نظر بينما في الواقع هي لا تحمل نفس المعنى بالرجوع إلى أصل الكلمة. فمثلاً يقول فيلم "روح العصر" أن حورس "بدأ خدمته" بينما لم تكن لحورس خدمة فعلية – ليس مثل خدمة المسيح بالتأكيد. والذين يدعون أن يسوع وميثراس متشابهين يتحدثون عن "معمودية" لإدخال الراغبين في بدعة ميثراس، ولكن ماذا يقصدون بالتحديد؟ كان كهنة ميثراس (ونفس التقليد يتبعه أتباع آتيس) يعلقون ثوراً فوق حفرة، ويضعون من يريدون أن يدخلوا إلى هذه الديانة في الحفرة، ثم يطعنون بطن الثور فينسكب دمه على الأتباع الجدد. هذا لا يشبه من قريب أو بعيد المعمودية المسيحية حيث يغمر الشخص في الماء (في رمز لموت المسيح) ثم خروجه (في رمز لقيامة المسيح). ولكن المدعين بأن المسيح أسطورة يتحايلون بإستخدام نفس المصطلح اللغوي لوصف الحدثين آملين بهذا أن يربطوا بينهما.
آخر نقطة نفحصها في هذا الإطار هي مصداقية العهد الجديد نفسه. ففي حين توجد كتابات كثيرة عن هذا الموضوع، لا يوجد شيء منذ القدم به أدلة مصداقية تاريخية أكثر من العهد الجديد ذاته. لقد كتب العهد الجديد كتاب أكثر (تسعة)، وأفضل، وأقدم من أي مستند في تلك الحقبة من الزمان. وفوق هذا فإن التاريخ يشهد أن هؤلاء الكتاب لاقوا حتفهم وهم يقولون أن يسوع قام من الموت. قد يموت البعض من أجل كذبة يعتقدون بصدقها، ولكن لا يموت أي شخص من أجل كذبة يعرف زيفها. فكر في هذا – لو كنت تواجه الموت صلباً بالمقلوب، كما حدث لبطرس الرسول، وكل ما كان عليك أن تفعله لتنقذ نفسك هو أن تترك كذبة كنت تعرف زيفها، فماذا تفعل؟
بالإضافة لهذا، لقد أثبت التاريخ أن الأمر يحتاج إلى جيلين على الأقل قبل أن تصل أسطورة إلى سجلات التاريخ. لماذا؟ لأن الشهود يمكنهم أن يدحضوا الأخطاء المكتوبة. فأولئك الذين يعيشون في نفس الزمن يمكنهم أن يكذبوا أخطاء الكاتب ويفضحوا زيف ما كتبه. كل الأناجيل قد كتبت أثناء حياة شهود العيان، بعض رسائل الرسول بولس كتبها حوالي عام 50 ميلادية. هذا التاريخ المبكر يمثل آلية حماية ضد قبول أو إنتشار أية مغالطات أو تزييف للحقائق.
وأخيرا، فإن العهد الجديد يشهد لحقيقة أن صورة المسيح التي قدمها لا يمكن خلطها بأية آلهة أخرى. عندما واجه المفكرين في أثينا تعاليم بولس الرسول فإنهم قالوا: "...إِنَّهُ يَظْهَرُ مُنَادِياً بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ - لأَنَّهُ كَانَ يُبَشِّرُهُمْ بِيَسُوعَ وَالْقِيَامَةِ. فَأَخَذُوهُ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى أَرِيُوسَ بَاغُوسَ قَائِلِينَ: هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ هَذَا التَّعْلِيمُ الْجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ بِهِ؟ لأَنَّكَ تَأْتِي إِلَى مَسَامِعِنَا بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ فَنُرِيدُ أَنْ نَعْلَمَ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ." (أعمال الرسل 17: 18-20) . واضح إذا أنه لو كانت قصة يسوع مجرد إعادة صياغة لقصص الآلهة الأخرى لم يكن الأثينيون ليشيروا إليها كتعاليم "جديدة". إذا كانت الآلهة التي تموت ثم تقوم من الأموات شيئاً مألوفاً في القرن الأول الميلادي لماذا إذاً عندما علَّم بولس عن قيامة يسوع من الأموات في أعمال الرسل 17 لم يقل الفلاسفة الأبيقوريين والرواقيين: "هذا مثل حورس وميثراس"؟
خلاصة القول إن الإدعاءات بأن يسوع ليس أكثر من نسخة من الآلهة الأسطورية أساسها المؤلفين الذين رفضت المؤسسات الأكاديمية كتاباتهم التي تحتوي على مغالطات منطقية تهدم مصداقيتها ولا يمكن مقارنتها بأناجيل العهد الجديد التي ثبتت أمام 2000 عام من الفحص والتدقيق. تختفي التشابهات المزعومة عند مقارنتها بالنصوص التاريخية الأصلية. إن التشابهات بين يسوع وآلهة الأساطير يمكن التشبث بها فقط بإستخدام الخداع والتزوير.
ويظل يسوع المسيح فريداً في التاريخ، يعلو صوته فوق كل الآلهة المزيفة ويستمر يوجه لنا السؤال الذي يحدد في النهاية مصير الإنسان الأبدي: " وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟"
